الأحد، 5 يونيو 2011

ويمضي المساء

ويمضي المساء على جفن درب
تركناه يوما لكأس القدر
تعربد فيه ليالي الصقيع
ووحل الشتاء وموت الزهر
وتمضي الحياة على وجنتيه
كحلم تعثر ثم انتحر
وفوق المقاعد عهد قديم
وأصداء نشوى وطيف عبر
ويبكي الطريق على الراحلين
على من مضى أو جفا أو غدر

ويمضي المساء على جفن درب
رعانا بدفء كشمس الشتاء
رأينا على شاطئيه الأمان
وحلما يداعبنا في الخفاء
وفي الدرب عشنا ربيع الأماني
سكارى نعانق فيها السماء
شدونا نشيد الهوى للحيارى
وفي الحب تحلو ليالي الغناء
رجعنا إلى الدرب بعد الرحيل
لنرثي علي بقايا لقاء

مقاعدنا أطرقت في سكون
وقالت: رجعت لنفس الطريق
فأين لياليك صارت رمادا؟
وأين أمانيك بعد الحريق؟
وأين النسيم يهيم اشتياقا
يعانق في راحتيها الرحيق؟
على الدرب نامت بقايا زهور
وأشلاء غصن وحلم غريق
ولم يبق شيء سوى أغنيات
تساءل في الليل أين الرفيق؟

ويمضي المساء على جفن درب
توارى مع الحزن بعد الرحيل
وكم عاش يحمل نبض الحياة
كهمس النسيم وظل النخيل
عرفناه ليلا شقي الظلام
رأيناه شمسا تناجي الأصيل
ومهما عشقنا رحيق الأماني
فعمر الأماني قليل.. قليل

لقد عشت بالحب طفلا صغيرا
رأى في هواك عطاء السنين
فأطلق في راحتيك الليالي
وما كان يدري عذاب السجين
وكان نصيبك ليلا طويلا
وكان نصيبي قلبي الحزين
وجئنا إلى الدرب يوما حيارى
ليسألنا عن زمان الحنين
عشقنا وذبنا عليه اشتياقا
وجئناه نبكي على الراحلين

لــ فاروق جويدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق